-->
مساحة إعلانية
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الجنرال أوفقير وامجاده في الهند الصينية

 الجنرال أوفقير.. "الوجه الخفي لأقوى جنرال في مملكة الحسن الثاني"











سيرة أوفقير: "الوجه الخفي لأقوى جنرال في مملكة الحسن الثاني"
في جزر الهند الصينية سيبدي الملازم الأول أوفقير، براعة عسكرية ملفتة للانتباه، وهو ما سيدفع الجنرال جورج بويير دولاتور ليلتفت إلى أوفقير الذي كان يعمل في وحدات التمشيط العسكري في الأدغال وبعدها بالوحدة البحرية "ديناسو2"، ليكلفه في ماي 1947 بقيادة "الكومندو0" التي كانت في مواجهة الفيتناميين على طريق حرب العصابات التي كان يتقنها هوشي منه.. وهنا سيحقق أوفقير الشهرة والمجد العسكري وسيعلو نجمه فوق كل الأسماء المغربية التي شاركت في الحرب الهند الصينية كالصفريوي والسرغيني والصديق الحميم لأوفقير إدريس بوغرين الخياري... فحصد وسام جوقة الشرف وصليب الحرب ذي الأنجم الأربع والسعفات الثلاث، وعلى القلادة الاستعمارية.. إحدى عشر سعفة عسكرية وسبعة تنويهات ستنضاف إلى باقي النياشين التي أحرزها خلال الحرب العالمية الثانية: وسام الاستحقاق ووسام النجم الفضي الأمريكي ووسام فرسان، لكنه منذ يوليوز 1948 حتى ماي 1949، سيعيش مقاتلو فرنسا فراغا قاتلا وسط حقول الأرز والأدغال في جزر الهند الصينية، لم يكن سوى البوكر، ملاذهم، فعاد أوفقير إلى عاداته القديمة في مكناس، القمار الذي جعله يئن تحت وطأة ديونه المتعاظمة..
في فاتح ماي 1949 كلف دولاتور أوفقير بقيادة "السرية 12 التابعة لكتيبة المشاة" التي تحدث عن تفاصيل عملياتها العسكرية الجنرال بيير دايلي في كتابه "كتائب المشاة في الهند الصينية" وعلى شاكلة ما تبرزه الأفلام الهوليودية فإن الفتى الشاب الذي بالكاد يطل على عتبة الثلاثين من عمره أبرز براعة في قتل أفراد المقاومة الفيتنامية (يرتكب ستيفان سميث خطأ في احتساب عمر أوفقير أثناء مواجهات "جونكس" حين قال أن عمر أوفقير يومها لم يتجاوز الواحد والعشرين سنة، والحقيقة أن أوفقير ولج عام 1920 والمواجهات العسكرية المومئ إليها وقعت في يونيو 1949)، وبالرغم من أنه كان يخوض حربا غريبة عنه، فإنه ظل يؤمن "بفرنسا الحرة"، الدولة المستعمرة لبلده... أثناء عملية "جونكي" خاضت "السرية 12" بقيادة أوفقير مواجهات عنيفة مع جيش تحرير الفيتنام، على سهل "جونكس" يوم 29 يونيو 1949، ووجد نفسه صحبة اثنين من أفراد قواته في مواجهة مع جيوش الأهالي الذين كانوا يصعدون من الأحراش مثل نبات الأرز، فأصيب بجروح ظل يحملها مثل الوشم في ذراعه اليمنى، التي صار يبرزها فيما بعد للمعتقلين السياسيين الذي أشرف بنفسه على تعذيب العديد منهم في أقبية "الكاب 1" لإبراز أمجاده العسكرية ضد خصومهم السياسيين.
على إثر "بطولة" أوفقير أثناء عملية "جونكي" رقي إلى رتبة ضابط في نقيب في زمن قياسي، فأضحى صدر بزته العسكرية مثقلا بالأوسمة والنياشين حتى أن الجنرال ديفال الذي اشتغل إلى جانب أوفقير، كان يقول له ممازحا: "أيها النقيب لا تحمل كل نياشينك حتى لا أخجل منك".
خلال السنتين ونصف التي قضاها محمد أوفقير في آسيا الجنوبية الشرقية، صادق العصابات المرتزقة، وتقرب أكثر من قادته العسكريين في الجيش الفرنسي الذي جاء للدفاع عن عرش الإمبراطور الفيتنامي باوداي، الذي كان أوفقير من جلساء بلاطه بل إنه ارتبط بإحدى بناته، تقول فاطمة الشنا في حديثها عن أوفقير: "كان آنذاك في الثلاثين من العمر، وقد خبر الحياة ورأى كثيرا من الأشياء.. عرف إلى جانب الحرب، الكازينوهات، الملاهي، والنساء، والمغامرات، وعاشر نخبة مجتمع آسيا الجنوبية الشرقية، وغدا من رواد بلاط الامبراطور باوداي، وصادق ابنة الامبراطور الذي هزت الحرب عرشه، بل وضعت مشاريع للزواج منها".
هنا تسكت فاطمة عن وجه آخر لمغامرات أوفقير في أدغال جزر الهند الصينية، كان العسكري في قمة مجده مزهوا بإثراء رؤسائه وانضباط جنود الوحدات العسكرية التي أشرف على قيادتها.. كان يدخل إلى الحانة بمسدسه المحشو، يحتسي كؤوس الخمر،  هناك أيضا سوف يتعرف على علية القوم من حاشية الامبراطور، وأسدى لهم خدمات نوعية لحسابه الخاص، وفي الكازينوهات بين نخبة البلاط قدم خدمات جليلة للمخابرات العسكرية الفرنسية، وبين معركة وأخرى كان يدفن تعبه وخوفه في كؤوس الويسكي ولعبة البوكر ... أثناء صدور قرار القيادة العسكرية الفرنسية بعودة الجيوش المغربية إلى قواعدها، سيثني الجنرال بويير دولاتير على أفراد الفيلق الرابع، وهمس في أذن أوفقير: "إن فرنسا الحرة مدينة لك بما أبديته من انضباط وجرأة، لقد رفعت العلم الفرنسي عاليا، وقد أوصيت بك خيرا لدى أصدقائنا في المغرب".. لذلك ما أن عاد إلى المغرب حتى عُين مرافقا عسكريا للجنرال ديفال قائد القوى الاستعمارية بالمغرب قبل أن يصبح مديرا بالنيابة لديوانه العسكري، ثم مساعدا للمقيم العام الفرنسي الجنرال كيوم الذي عين خلفا للجنرال جوان، قبل أن يعود قائده العسكري الجنرال دولاتور، ذي الأيادي البيضاء على أوفقير، قادما من تونس ليعمل إلى جانبه ويكون مرافقه العسكري الذي يمشي وراءه مثل ظله.


كاتب الموضوع

Unknown

0 تعليق على موضوع : الجنرال أوفقير وامجاده في الهند الصينية

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    مساحة إعلانية
    مساحة إعلانية
    مساحة إعلانية


    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    التسميات

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    الآمة المغربية العظمى

    2017