تتقدم شرقا وغربا لاحتلال المزيد من الأراضي
المغربية، نجدها بعد أنوال تتراجع تاركة
وراءها العشرات من المراكز وآلاف القتلى والجرحى والكثير من العتاد الحربي والمؤن(
وتقدر بعض الدراسات التي تناولت الموضوع أن خسائر الإسبان منذ معركة دهار أوبران إلى اقتحام الناظور، كانت 28 ألف من
القتلى وحوالي 2000 من الجرحى وأسر ما يزيد عن 1100 جندي وغنم 129 مدفعا و350 رشاشا و19504 بندقية...)، كما تعتبر حرب
الريف عموما ومعركة أنوال على الخصوص
نبراسا للشعوب التواقة للحرية والانعتاق، فقبل أنوال كان يبدو
للشعوب المستعمرة استحالة هزم الجيوش الاستعمارية، وحتى التفكير في مقاومتها كان
يعتبر ضربا من الوهم والجنون، خصوصا بعد عدم تمكن
العديد من الحركات الجهادية في هذا القطر أو ذاك من مقاومة الغزاة، لكنه بعد أنوال ستتأهب جل
الشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار للدفاع عن نفسها وعزتها وكرامتها، وتتمكن العديد
منالحركات
التحررية من قهر جبروت الدول المستعمرة بتبنيها
للأسلوب الحربي الجديد الذي ابتدعته المقاومة الريفية بقيادة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، الأسلوب الذي بات معروفا
بأسلوب حرب العصابات.أنوال بلدة صغيرة في قبيلة أيث وليشك قريبة من
قبيلة تمسامان، احتلها الإسبان في أواخر سنة 1920 بعد الفتور الذي لحق المقاومة الريفية إثر استشهاد القاضي المجاهد عبد
الكريم الخطابي، وبعد احتلالها جعلها الجيش الإسباني، بحكم موقعها الاستراتيجي، مركزا متقدما للقوات التي خطط للهجوم
بها على جزء من أراضيالريف غير الخاضعة لسيطرته ( جزء من أيث توزين وتمسامان وأيث ورياغل وإبقوين...) ورغم حجم
البلدة، فقد اضطر العالم إلى ترديد إسم أنوال، بعد
الملحمة التاريخية التي صنعتها العبقرية الريفية على مسرح أنوال والأراضي
المجاورة لها، إذ تمكنت من دحض الجيوش الغازية على الرغم من تفوق هذه الأخيرة في العدد والعتاد ء أزيد من 30ألف
جنديء بينما عدد المجاهدين الريفيين لم يكن يتجاوز 3 ألاف معظمهم فلاحين مسلحين بأسلحة بسيطة، لكن إيمانهم القوي بالحق
وبعدالة قضيتهم ورفضهم الخنوع والاستسلام للمحتل جعلهم في بضعة أيام يسترجعون ما احتلته اسبانيا خلال أزيد من 11 سنة.
وعقب معركة أنوال صرح الزعيم
الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي قائلا" إننا على كل حال أقوياء فوق أرضنا،
إن هذه الجبال منذ الأزمان الغريقة في القدم ملكيةأسلافنا، ولسوف ندافع عنها حتى القطرة
الأخيرة من دمائنا " إن انتصار الريفيين في معركة أنوال وما تلاها من
المعارك لم يكن وليد الصدفة أو نتاجا لتسرع الإسبان في عملية الاحتلال، بل هو نتاج عمل دءوب قامت به ثلة من الوطنيين
المتشبعين بقيم التحرر والاستقلال، وهو نتاج لتراكم حصل نتيجة الصراعات التي كانت دائرة بين المغاربة والإسبان منذ مئات
السنين، تلك الصراعات التي تأججت في العشرية الأولى من القرن 20وفيما يلي كرونولوجيا بعض المعارك التي دارت بين
الريفيين والإسبان والتي كانت فيها الغلبة للريفيين، منذ مؤتمر جبل القامة ( ماي 1921) إلى تحرير الناضور(09 غشت 1921)في 01 يونيو 1921، ستقع معركة دهار أوبران
بتمسامان، وهي أول مواجهة يقوم بها الريفيون بعد استلام مولاي موحند مشعل قيادة المقاومة المسلحة بالريف، وقتل في هذه
المعركة أزيد من 250 جندي إسباني. وبعدها ستعزز صفوف المقاومة بمجاهدين جدد جاؤوا من مختلف القبائلفي 14 يونيو 1921، سيتمكن بعض المقاتلين الريفيين
من عبور واد أمقرا وينشئون مركزا في أمزاورو.في 16 يونيو 1921، سيستولي الريفيون على مركز سيدي
ابراهيم في 17 يوليوز 1921، بعد إحكام الريفيين لحصارهم على
مركز إغريبن بقبيلة أيث وليشك، سيضطر العدو للانسحاب صوبأنوال،
لكن دون جدوى، إذ أن جل الجنود الإسبان الذين كانو
يتواجدون في مركز إغريبن سيتم قتلهم ( حوالي 300)21 يوليوز 1921، سيجد أزيد من 3000
جندي إسباني أنفسهم محاصرين داخل مركز أنوال، ويعطي
الجنيرال سلفستري الأمر
بالانسحاب بعد تدمير الأليات الثقيلة، لكن مصير
الجنود المنسحبين من أنوال سيكون كمصير
زملائهم الذين حوصروا في إغريبن. ونظرا للخسائر الفادحة في جانب الإسبان فإن معركة أنوال ظلت في
قاموسهم تعرف بكارثة أنوالفي بداية غشت 1921، ستقع معركة جبل العروي بقبيلة
أيث بويحي، الذي كان يتحصن به أزيد من 2000 جندي إسبانيفي 09 غشت 1921 سيقتحم الريفيون مدينة الناظور ويتم
تحريرها وستصل القوات الريفية حتى أسوار مدينة مليلية التي قرر الأمير عدم الدخول إليها لاعتبارات متعددة منها
الخوف على حيات سكان مليلية المحتل التي كان جل سكانها من الريفيين وتهديدات اروبا بحرب شاملة على المغرب نتائج معركة أنوال ما غنمه الريفيون من عتاد عسكري
حديث. وفي هذا الصدد يقول عبد الكريم في مذكراته أيضا: "ردت علينا هزيمة أنوال 200 مدفع من عيار 75 أو65 أو 77، وأزيد
من 20000 بندقية ومقادير لا تحصى من القذائف وملايين الخراطيش، وسيارات وشاحنات، وتموينا كثيرا يتجاوز الحاجة,
وأدوية، وأجهزة للتخييم، وبالجملة، بين عشية وضحاها وبكل ما كان يعوزنا لنجهز جيشا ونشن حربا كبيرة، وأخذنا 700أسير، وفقد
الأسبان 15000 جندي ما بين قتيل وجريح" و25 ألف حسب
تقارير ومارخات اخرىالخسائر من جانب المقاومة 1.000 شهيد
الانزال البحري المكثف للاستعمار الاسباني على السواحل الشمالية الشرقية
الجنود الإسبان و هم يحطون الرحال على الساحل
المغربي الشمالي
جنود إسبان وصلوا إلى مليلية استعدادا للحرب
هده الجيوش كانت في إتجاه آنوال
حرب بكل ما تحمله الكلمة من معني
جنود إسبان قبل المعركة
المجاهدون يتعبئون لإحدى المعارك ضد الإحتلال
المقاومون في طريقهم لارض المعركة
جندي إسباني يقصف الريفيين بالقنابل
جنود إسبان في قلب المعركة ضد عبد الكريم ومجاهديه
فاجأ الجيش الصغير لعبد الكريم القوات الإسبانية
رغم العتاد الكبير الذي كانت تتوفر عليه
لحظة احضار واعدام أحد الضباط الريفيين في الجيش الاسباني،بعد أن ضبط وهو
يسلم السلاح والمعلومات العسكرية للمقاومين ابان حرب الريف،ان مثل هؤلاء
المغاربة الابطال المجهولين الذين قتلوا في صمت بلا صخب ودفنوا بلا قبر ولا نعش
ولا اسم وبلا طقوس،هم الذين يجبوا أن يكرموا ونحن نستحضر أمجاد معركة أنوال(
21 يوليو 1921 ).
انتقام الاسبان لهزيمتهم في معركة انوال سنة 1921
انتصار عبد الكريم الخطابي على الاسبان واذلالهم في معركة انوال سنة 1921
المجاهدون يحتفلون بالنصر على العدو
جانب من الجنود الذين هلكوا في معركة أنوال أمام عبد الكريم وجنوده
0 تعليق على موضوع : معركة انوال تصفح للتاريخ و نفض الغبار عن مجدنا الضائع
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات