على اثر صدور مقرارات مؤتمر الجزيرة الخضراء باسبانيا و الذي اجتمعت فيه 12 دولة اوروبية كلهم يريدون الحصول على "حق" احتلال المغرب بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية كوسيط في شخص (فرونكلان روزفلت) سنة 1906 ، ازداد شعور المغاربة بخطورة الموقف و بكون بلادهم اصبحت اكثر فأكثر قريبة من كماشة الاستعمار ..فأصبح المغاربة شديدي الحذر من كل ما يمثل التواجد الاجنبي في بلدهم وكانت النقطة التي افاضت الكأس يوم 19 من مارس سنة 1907 حين انتفض جميع سكان مدينة مراكش الابية نحو منزل الدكتور (موشان) الذي لم يكن في الواقع سوى عميل فرنسي متخفي خدع المغاربة لسنوات طويلة ولكن امره انكشف بعد ان افتضح امر الاسلكي الذي نصبه في منزله من اجل التواصل المباشر مع رؤسائه .. فهم المغاربة جميع للاقتصاص من العميل الذي لم تستطع السلطات حمايته فقتله السكان انتقاما لخيانته و غذره
لم يستسغ الفرنسيون هاته الحادثة ولو انهم كانو ينتظرونها من اجل اعلان الحرب على المغرب فقاموا باحتلال مدينة وجدة قادمين من الجزائر المحتلة .. ثم بعثة وزارة الخارجية الفرنسية بمطالبها للانسحاب من المدينة وكانت هاته الشروط هي :
محاكمة باشا مراكش (حاكم المدينة)
تحقيق شامل يقوده القنصل الفرنسي
معاقبة الفاعلين
دفع دية لعائلة القتيل
اعادة هيكلة جهاز الشرطة المغربية حسب مقررات الجزيرة الخضراء (لتكون مجرد وسيلة في يد الاوروبيين)
ترسيم الحدود بين الجزائر الفرنسية و المغرب
وقف جميع اشكال الدعم للشيخ الصحراوي ماء العينين خليفة السلطان في الصحراء المغربية (قصد اكتمال احتلال هاته البقعة من الوطن)
لكن الاحتلال الفرنسي لمدينة وجدة لم يزد المغاربة الا كرها لفرنسا و الفرنسيين و للتواجد الاوروبي في المغرب بشكل خاص
وهكذا تغدت مشاعر الكره تجاه الاوربيين في مدينة الدار البيضاء بالذات و التي يوجد فيها اكثر من 1000 اوروبي
في 24 من ماي 1907 كانت كل من شركتي المناولة (شنايدر) و (سي) تقومان باعمال بناء و توسيع ميناء المدينة لصالح الشركة المغربية (المملوكة للدولة) و الشركة الفرنسية للمقاولات .
في 4 من شهر يوليوز 1907 قرار سلطاني يجبر امناء الجمارك المغربية في الموانئ بقبول تواجد عناصر من الجمارك الفرنسية مكلفين باستخلاص نسبة خاصة بحكومتهم دائما في اطار مقررات المؤتمر الاستعماري
في 29 من نفس الشهر يقوم وفد من القبائل المجاورة للمدينة بالالتقاء بخليفة السلطان على المنطقة مطالبين اياه بوقف الاشغال في الميناء لما يشكله ذالك من خطورة على السيادة الوطنية و في وقت لاحق وفد اخر يلتقي بحاكم المدينة السيد ابو بكر السلاوي ويرفع له نفس المطلب
يوم واحد بعد ذالك المدينة كلها تغلي و السكان يخرجون للمطالبة بإيقاف الاشغال في الميناء ومغادرة الاجانب و في فورة الغضب يتجهون الى الميناء فيقتلون 10 عاملين (4 فرنسيين و 3 اسبان و ايطاليان و برتغالي واحد)
في نفس اليوم جميع افراد الجالية الفرنسية و اليهود المغاربة يغادرون ليلا نحو الميناء ثم يصعدون على متن باخرة تجارية انجليزية تنقلهم الى جبل طارق
فرنسا تقرر ارسال البارجة (جاليلي) بالاضافة الى (لوكوندي) و (دو شايلا) ..فيما ارسلت اسبانيا المدمرة (الفارو)
العملية
منذ تاريخ قدوم البارجات الفرنسية ظلت راسية في المياه الاقليمية المغربية بدعوى مراقبة الاوضاع لكن التغير الكبير سيقع في يوم 2 غشت من سنة 1907 حيث سيطلب الفرنسيون من الجيش المغربي السماح بانزال صناديق كبيرة وشحنها الى القنصلية الفرنسية وادعائهم بان الصناديق تحتوي على مواد غذائية من اجل الديبلوماسيين فيما كانت تحمل اسلحة .
في فجر الخامس من شهر غشت 1907 كوموندوز من مشاة البحرية الفرنسية من 66 فردا ينزلون من البارجة غاليلي و ينطلقون نحو مقر القنصلية الفرنسية في المدينة و يقعون في اشتباك مع قوات الجيش المغربي التي كانت تحمي القنصلية فيستشهد 15 جندي وظابط مغربي و يصاب 6 جنود من الكومندوز الفرنسي الذي كان دليله اليهودي المغربي (موشي زاغري)
بعد ذالك يبدأ القصف العنيف على احياء المدينة بإستثناء الحي الغربي الديبلوماسي حيث مقر القنصلية الفرنسية التي اصبحت مقر العمليات لاحتلال المدينة .
وفي غمرة القصف تبدأ عملية الانزال من البارجات الفرنسية و الاسبانية يوم 6 غشت
45 جندي من من جاليلي و 75 من دوشيلا و 44 من فوربين و 20 من البارجة الاسبانية الفارو وشقت هاته القوات طريقها بصعوبة بالغة تحت نيران الجيش المغربي في اتجاه مقر القنصلية الفرنسية ..مآدى الى مقتل جنديين فرنسين و جرح 19 .. القصف كان عشوائيا و استمر طيلة يوميين كاملين .
ثم بعد ذالك و من اجل محاصرة المدينة قامت القوات بانزال 3000 جندي في شاطئ سيدي بليوط المجاور بعدما دمرت اي مقاومة
لقد كان القصف مدمرا لاقصى درجة .. حيث استشهد ما يزيد عن 1500 مغربي اغلبهم من المدنيين العزل .. فيما برهن الجيش المغربي عن شجاعة منقطعة النظير تحدث عنها الفرنسيون انفسهم حينما قالو انه و طيلة 48 ساعة تقريبا من القصف المدمر لم تتوقف مقاومة الجيش المغربي ولا اسلحته عن اطلاق النيران باتجاهنا .. لكن العدد الكبير للقوات الغازية و تجهيزها كان هو الفيصل
يوم 7 غشت سيتوقف القصف لكن المقاومة ستستمر في بعص احياء المدينة و سيتم اسر حاكم المدينة السيد ابوبكر السلاوي يوم 11 غشت وسيتم ارساله الى المعتقل في الجزائر المحتلة انذاك
اما موقف خليفة السلطان (الوالي) كان مخزيا حيث انه استسلم للفرنسيين و ساعدهم في توطيد احتلالهم للمنطقة ..
جثت الشهداء المغاربة كانت في كل مكان من المدينة وكان الجو صيفا مما ساعد على تحللها فكان الفرنسيون يرمونها في كل مكان في الحفر و الابار وهو ما ساعد في تلوث مياه المدينة و اجوائها وكانت عمليات الدفن تتم بشكل جماعي دون اي احترام للشريعة الاسلامية .. اما الجرحى فلم يكن حالهم احسن و اغلبهم توفوا متأثرين بجراهم
العدد الاول من البارجات التي تم ارسالها في بدايات شهر يوليوز كان 4 لكن الواقع ان هناك بارجات اخرى انضمت للعملية
| ||
بارجة (شايلا) 14 ظابط و 285 بحار شاركت في قصف المدينة |
البارجة غاليلي راس الحربة في عملية القصف .. 11 ظابطا و 269 بحار |
بارجة كوندي .. 30 ظابط و 610 بحار شاركت في العملية |
بارجة (دوغيدون) .. 70 ظابط و 200 بحار .. شاركت في العملية |
بارجة (فوربين) 70 ظابط و 200 رجل . شاركت في العملية |
الخسائرالناجمة عن هجوم السكان على ورشات الميناء |
انزال القوات الفرنسية و الاسبانية
تدمير موقع لمدفعية الجيش المغربي
|
اسر حاكم مدينة الدار البيضاء الوطني البطل السيد ابو بكر بوزيد السلاوي و نقله عبر الفرقاطة الفرنسية (ديسي) الى معتقله في الجزائر المحتلة انذاك يوم 11 غشت 1907.
وقف وقفة الشهامة في معركة احتلال الدار البيضاء من طرف الفرنسيين والاسبانيين ولقد حاولو الحصول منه بالإعتراف، بأن المغاربة هم الذين بدأوا الهجوم والقتل، ولكنه امتنع وكذب هذا القول، ووقف في وجه أعداء أمته فلم يستسلم ولم يطاوع ولم يقدم لهم مفاتيح دار البارود والمرسى وأماكن الدولة فأخذ أسيرا على ظهر باخرة فرنسية وبقي تحت الحجر والحجز قرابة سنة ثم أطلق سراحه وبقي يعيش عيشه حتى وافاه الأجل المحتوم ودفن بمدينة سلا.
صورة نادرة لمشاة البحرية الفرنسية الذين نفذوا العملية الاولى فجر 5 غشت و احتلوا القنصلية الفرنسية فوق سطح المبنى محاصرين من طرف قوات الجيش المغربي 5 غشت 1907
اثار القصف الهمجي على المدينة و الاشتباكات الدامية بين الجيشين الفرنسي و الاسباني و الجيش المغربي و المجاهدين من جهة اخرى الذي خلف 1500 شهيد
0 تعليق على موضوع : هكذا دمرت البحرية الفرنسية الدار البيضاء عن آخرها مجزرة 1907
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات